تأثير المواد الكيميائية على الجهاز الوظيفي العصبي

0
تأثير المواد الكيميائية على الجهاز الوظيفي العصبي
المخدرات والتبغ والكحول

مقدمة :-
استخدام المواد المخدرة يضرب في أعماق التاريخ ويعود إلى حوالي 5000 سنة. فمنذ العصور السحيقة قام أناس بزراعة نباتات مخدرة ترفيهية أو طبية أو اجتماعية. لكن البدايات المعاصرة لاستخدام المخدرات خاصة في الغرب بدأت بالاستخدام الطبي للمخدرات، وكان الأطباء يصفون مركبات الأفيون كعلاج بل إن أحد الأطباء كتب كتابا يبين فيه للأمهات متى وأين تستخدم المخدرات لعلاج أطفالها. وكان جهل الأطباء حينئذ بالمخاطر التي يمكن أن تنتج عن إدمان هذه المواد، جعلهم يستخدمونها على نطاق واسع لعلاج العديد من الأمراض والآلام. وقد اتسع نطاق استخدام المخدرات إلى أن دخلت في كل علاج حتى مهدئات الأطفال.
وفي الحرب الأهلية في أميركا كان المورفين يستخدم علاجا في حالات الإصابة حتى سمي الإدمان على المورفين آنذاك "مرض الجندي". وفي سنة 1898 أنتجت شركة باير في ألمانيا مادة مخدرة جديدة على اعتبار أنها أقل خطورة وكانت هذه هي مادة الهيروين التي تبين أنها أكثر خطورة في الإدمان من المورفين، الذي جاءت بديلا عنه. وعندما أدرك الأطباء وعموم الناس مخاطر الإدمان كانت المخدرات قد انتشرت بشكل واسع جدا. 
تعريف المخدرات :
المخدرات هي كل مادة خام مصدرها طبيعي أو مصنعة كيميائياً ، تحتوي على مواد مثبطة أو منشطة إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية ، فإنها تسبب خلل في عمليات العقل وتؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها ، مما يضر بصحة الشخص جسمياً ونفسياً واجتماعيا .
المواد النفسية :
المواد النفسية لها فعلها الدوائي الأساسي المتميز ، والذي من أجله صنعت ومزجت داخل الأدوية لعلاج الأمراض النفسية المختلفة ، ومتى ماأسيء استعمالها وأخذت دون مشورة طبية لتدخل على متعاطيها قدراً من الشعور بالسعادة الزائفة من خلال ما تحدثه على الحالة النفسية والمزاجية للشخص لتنقله من الواقع إلى عالم الخيال ، ليتمتع بأحاسيس زائفة غير عابئ بالأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تصيبه ، مما تنعكس عليه وعلى من حوله . كما عرفت لجنة المخدرات بالأمم المتحدة المواد النفسية بأنها المثبطات والمنشطات ومواد الهلوسة ، كما وضعت هذه المواد في جدول وهي ما تعرف بالقائمة الخضراء .
المواد المحظورة :
هي مواد كيميائية كانت أو طبيعية تؤثر في الجهاز العصبي المركزي للإنسان ، فتحدث له تغييرات في الأداء الوظيفي لأجهزة الجسم ، خاصة المخ والحواس ، وتؤثر كذلك في عواطف الشخص ومشاعره وسلوكه تجاه الآخرين .
العقاقير :
هي مواد كيميائية تؤثر في بنية الكائن الحي أو وظيفته ، ومنها ما هو مسبب للإدمان ( الاعتماد ) وتعتبر هذه المواد ضارة إذا استخدمت بدون مشورة أو إشراف طبي ، ومتى ما أخذت بجرعات غير محددة وتكرر استخدامها .
الإدمان ( الاعتماد النفسي ) :
هي الحالة التي تنتج عن تناول عقار ، وتسبب شعوراً بالارتياح ، وتولد الدافع النفسي والرغبة الملحة لتكرار تعاطيه للعقار تجنباً للقلق والتوتر ، وتحقيقاً للذة ( الزائفة ) .
الاعتماد الجسماني :
هي الحالة التي ينتج عنها تعود الجسم على عقار ما ليؤدي إلى ظهور أضطرابات نفسيه وجسدية شديدة لدى المتعاطي خاصةً عندما يمتنع عن تناول هذا العقار بصورة مفاجئة .
المناعة النسبية :
هو تدني تدريجي في التجاوب مع مفعول المخدر نتيجة لتناوله بصورة متكررة بحيث يقتضي زيادة الجرعة للحصول على تأثير يماثل ما حققته الجرعات السابقة .
المواد المنشطة :
هي مواد تزيد في نشاط الجسم عن الحد المعتاد ، وتجعل الشخص في حالة غير طبيعية ( هيجان وعنف وروح عدوانية والتشكيك في الآخرين ) ، وعند زوال مفعول العقار يصاب الشخص بالهبوط والارتخاء والقلق والتوتر والاكتئاب ، مما يضطره لتعاطي جرعة أخرى ، ويؤدي تكرار التعاطي إلى الإدمان ( الاعتماد ) والإجهاد الجسماني المصحوب بالآلام الشديدة في العضلات وتوتر في الأعصاب .
تعريف التبغ :
التبغ محصول حولي عشبي يتبع للفصيلة الباذنجانية مثل الطماطم وهو يزرع بنجـاح في كثير مـن أنواع الأراضي وتنتشر زراعتـه في مـجال واسع في المنــاطق الاستوائيـة وشـبـة الاستوائيـة والمعتدلـة وتلعب الرطوبـة دورا مهمـا في حيـاة نبـات التبغ ويشكل المـاء حوالي 90% من وزن النبـات, ويزرع التبـغ إمـا بعليـا أو مرويا. في الـوطن العربي يزرع التبـغ في عدة أقطـار أهمها سوريا، لبنان، العراق، الجزائر، ليبيا، تونس، المغرب وتعتبر العراق وسوريــا في مقـدمـة الأقطـار العربيـة المنتجة للتبغ. والتبوغ تمر بمراحل متعـددة لإظهـار التغيرات المرغوبــة ومن هذه المراحل التجفيف , التسوية , التخمير , التعتيق , التدريج والخلط . 
بعد استيراد اوراق التبـغ المجففـة والمسواة تجـرى عليهـا بعـض العمليـات مثل تعـديل الرطوبة, الخلط, التسليخ, التعسيل, الفرم لأوراق التبغ. 
تركيب دخان ا لسجائر :
يحتوى دخان السجـائر على ما يزيد عن 3600 مركب مختلف وهى تمـلك خواص مهيجة ومسرطنة , ومن المواد الموجودة في دخـان السجـائر النيكوتين , الفحوم العطـرية عديـدة النـوى , أول أكسيـد الكربون , اكرولين , أكـاسيد النيتـروجيـن والعــديـد مـن المركبـات الأخرى. 


1- الخواص الفيزيائية و الكيمائية لدخان السجائر:
يؤدى احتراق دخان السجائر إلى إنتاج تيار الدخان الأساسي والدخان الثانوي, يدخل التيار الأساسي إلى الفم مباشرة من المنطقة المحترقة والمنطقة الساخنة عبر عمود الدخـان في السيجارة, أما التيار الثانوي فينتشر بشكل حر في الجو المحيط. 
إن تركيب دخان التبغ يتعلق بظروف الاحتراق وكذلك الخواص الفيزيائية والكيمائية لأوراق التبغ المستخدمة وكذلك نوعية الورق الذي تلف به السجائر(البافرة) ونوع المصفاة التي تزود بهـا السجائر عادة وتحدث تفاعلات كيماوية وتحولات فيزيائية مختلفة في حالات نقص الأكسجين وزيادة الهيدروجين في نهـاية الطرف المشتعل للسيجـارة والذى تصـل حرارته إلى حوالي 950 درجة مئوية . 
2- المواد الدقيقة الكلية : 
إن معظم المكونات المسببة للسرطان تتواجد في الطور الصلب الناعم جدا لذلك طورت طرق تحليل المواد المعلقة في دخان السجائر ، ومن المصافي الهامة مصفاة كمبردج . 
القطران: 
جزء دخان السيجارة الواحدة الذي يتبقى في مصفـاة كمبردج بعد حذف المـاء و النيكوتين منه ويصل محتـوى السيجـارة الواحدة الى30 ملجم قطـران و 3 ملجم نيكوتين في بعض أنواع السجائر ويمكن خفض هذه المقادير عند استخدام مصافي خاصة . 
تعريف الكحول:
الكحول مشكلة اجتماعية خطرة وهي محرمة شرعا وغير مقبولة اجتماعيا لكن كثيراً من هؤلاء الأشخاص الذين يتناولون الكحول في المناسبات لا يعتبرون شرب الكحول مشكلة لديهم، ويخبرونك بكل وضوح بأنهم ليسوا مدمنين، بل انهم يستطيعون ترك الكحول لمدة قد تصل الى بضعة اشهر، وانهم لا يشربون إلا اذا كانت هناك مناسبة تستحق الشراب..!
مثل هؤلاء قد يكونون تعرضون لبعض المشاكل المالية والعملية والاجتماعية.. فمثلا قد لا يستطيعون التركيز في عملهم، وربما لا يستطيعون الذهاب الى العمل نتيجة الصداع او بقايا آثار الكحول من جراء شرب في الليلة الماضية. او مشاكل مالية، حيث يصرف الشخص الذي يشرب الكحول مبالغ كبيرة وذلك من مصاريف عائلته، الذين قد لا يستطيعون شراء بعض المستلزمات الضرورية لحياتهم اليومية.وهناك ثمة أوضاع يجب على المرء أن يتوقف مباشرة عن شرب الكحول وليس هناك مجال للتقليل او ما شابهه بل يجب التوقف تماما والابتعاد عن كل شيء يمت الى الكحول بصلة.
من هذه الحالات:
-اذا اراد الشخص ان يتوقف تماما من الكحول، وقرر قراراً حاسماً بانه سوف يتوقف عن تعاطي الكحول لاسباب شتى، مثل عودة وعيه له بان الخمر والمسكر حرام، واراد ان يتوقف فجأة عن تعاطي الكحول، هنا يجب الأخذ بعين الاعتبار نوعية تعاطيه للكحول، فثمة اشخاص يجب ان يتركوا الكحول تحت اشراف طبي، حتى لا يصاب بأعراض انسحابية، وقد تكون هذه الاعراض الانسحابية خطرة وفي بعض الاحيان يؤدي الانقطاع المفاجئ عن الكحول، خاصة اذا كان المرء يتعاطى الكحول بشكل مستمر، وبكميات كبيرة، وبشكل يومي تقريبا، هنا يجب ان يخضع مثل هذا الشخص الى رعاية صحية، وان يكون توقفه في المستشفى او في مكان قريب من المستشفى، حتى لا يعرض حياته للخطر.
ويجب ان يكون هناك شخص يرعاه في مكان اقامته، مثل زوجه أو ابناؤه او احد اقاربه او شخص مختص، كممرض او شخص لديه دراية ومعرفة بمثل هذه الحالات.
في البداية يجب على المرء أن يعرف هل هو مدمن ام ان كل ما يعانيه هو مشاكل مع استخدام أو تعاطي الكحول.
السؤال الذي يجب أن يسأل المرء نفسه في هذه الحالة هو:
هل فعلا يريد ان يتوقف عن الشراب وتعاطي الكحول ام انه يرغب فقط ولكن لا يستطيع القيام بعمل جاد كهذا..!!
إن التوقف عن الشراب ليس امراً سهلا حتى بالنسبة لغير المدمنين.. فاكثرهم يظن ان الامر ليس سوى مجرد اوقات جميلة يستمتع بها دون أن يضره شيء.
واكثر من ذلك، فانهم يظنون ان الشراب مفيد بصورة جيدة اذا لم يفرط المرء في الشراب.. لكن مقدار الشراب ليس معروفا لهؤلاء، وخلال عملي اكتشفت بان كثيراً من الأشخاص حتى المتعلمين والمثقفين لا يعرفون كم النسبة وكم الكمية الضارة التي تسبب مشاكل صحية..
تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي
1-اثر التبغ على الجهاز العصبى:
نحن نعلم مضار التدخين الخطيرة على اعضاء و اجهزة الجسم كالقلب و الرئة و غيرها . اما اثر التدخين على الجهاز العصبى فواضح ولا يقبل الشك . فقد ظهر بأنه يخدر الاعصاب بعد ان ينبهها و يضعف الذهن و خاصة فى الاحداث و الشباب . مما يؤدى الى فقدان القدرة على الانتباه و الفهم و التركيز , كذلك يؤدى الى توتر الاعصاب.
و يعرف النيكوتين (و هو احد عناصر التبغ اضافة الى القطران و اول اوكسيد الكاربون الناتجة من التدخين) بأنه من المواد المخدرة و يؤثر تاثيرا سلبيا حيث تزداد الاعراض و تتفاقم فيصبح المدخن مهدوم الاعصاب مسترخى المفاصل . و للنيكوتين تأثير على الدماغ ايضا حيث يسبب القلق و التهيج العصبى و الارق.
2-مضار الكحول على الجهاز العصبى:
للكحول تاثير سىء على الجسم عامة و على الجهاز العصبى خاصة و تعود النتائج المرضية للكحول الى التسمم المستم و الذى يعانى منه الجسم بسبب تعاطى المواد الكحولية على اختلاف انواعها و بأخد كميات اكبر بسبب الثرثرة و الهيجان و الهديان و الترنح , و قد تسبب الجرعة الكبيرة الموت المفاجئ . ان تأثير الادمان على المشروبات الكحولية بالغ الخطورة بالاضافة الى التكاليف الاقتصادية و التأثيرات السلبية الدينية و الاجتماعية . و للكحول علاقة مباشرة فى حوادث وسائل النقل حيت انه يؤثر فى الجهاز العصبي المركزى و ينجم عن ذلك تقليل التفاعلات الحيوية و استجابة اعضاء الجسم , و انه يقلل من حدة النضر و يسبب اضرابا فى الجهاز الهضمى و بتأثيره فى المعدة , مسببا لها التهاب المعدة المزمن , و ينجم عن ذلك سؤ التغدية و فقر الدم و تناول الكحول بصورة مستمرة يؤدى الى الادمان عليه . و غالبا ما تحصل للمدمن مضاعفات مزمنة خطيرة كالاضرابات النفسية لأن الكحول يؤثر فى الجهاز العصبى و يسمم المراكز العصبية فى الدماغ و الاعصاب المحيطة , فيحصل ضعف الذاكرة و الاحاسيس و التحكم فى السلوك و يصبح المدمن عصبى المزاج و التأثر قاسيا شكوكا وقد تتولد عنده تصورات اجرامية و فساد خلقى و دينى.
3-مضار المخدرات على الجهاز العصبى:
يعتبر الادمان على المخدرات المختلفة من اهم المشاكل الصحية فى العالم و يشمل الادمان على الافيون و القات و الحشيشة و المورفين و الخشخاش و كثير من المنومات و المهدئات . و قد تستعمل بعض الادوية للتهدئة و التكين و التخلص من الالم و توصف من قبل الطبيب كعلاجات طبية و لكنه احيانا و قد يستمر الانسان على تناولها دون استشارة الطبيب و يصبح معتادا عليها فينتابه القلق و التصورات الخاظئة . و يحصل عند المدمن اعراض خطيرة مثل فتور وضائف الاعضاء و قلة النشاط فيصيبه الخمول و كسل الوضائف البدنية و النفسية فى جسمه و يفقد الشهية و ينقص وزنه و يصيبه الارق المزمن و الانحطاط العام و قلة المقاومة للامراض و تصبح حالته مزمنة و يصبح عمره قصيرا و قد يحاول الانتحار.
القواعد الصحية 
بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل : 
*تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً . 
*تحقيق الاستقرار النفسى لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي . 
*تحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة . 
1ـ تدابير العلاج 
وتتضمن هذه عادة ما يلي : 
*مواجهة آثار الجرعات الزائدة . 
*مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان *الحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال المخدرات . 
*إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة . 
*تعاطي الأدوية المضادة فسيولوجبا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل من ورائه . 
*مساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية . 
2 ـ وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي 
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد ، فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق : 
*برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم اللاحق أو للتدريب المهني . 
*تدريب مهني . 
*مشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات . 
*تشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة .
الخاتمة :
ما ينبغي الإشارة إليه بإيجاز هنا أن السلوك الإنساني ليس فعلا أو أفعالا مفتتة. لكنه منظومة متكاملة من السلوكيات والظروف الفردية والاجتماعية والبيئية. وسواء كان العمل إصلاحيا أو علاجيا أو وقائيا فينبغي له تفهم تعقيد السلوك الإنساني، إن الحديث النبوي الشريف التالي "يبين بوضوح منظومة السلوك المرتبط بالخمر. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة، عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له". فشرب الخمر فعل تشترك فيه هذه الفئات العشرة من الناس، بمختلف مراحل إنتاج وتوزيع واستهلاك الخمور، وما ينطبق على الخمر ينطبق على غيرها من الموبقات والمحرمات مثل بقية المخدرات.
إن جهود المكافحة أو الوقاية ينبغي أن تكون متكاملة ومتساندة ليس بينها تناقض أو تضارب فإذا حرمت الخمر فالطرق الموصلة إليها محرمة كذلك. فلا معنى لمحاربة سلوك وفي الوقت نفسه تسهيل كل الطرق الموصله إليه. ينبغي أن تكون الوسائل والغايات كلها حلالا، عدا ذلك فإن الانحراف والنفاق والتناقض السلوكي ستكون سمات الجيل الذي ينشأ في هذا السياق المعياري المتناقض الذي تتصادم فيه القيم والمعايير والوسائل والأعمال والغايات.
إن تعاطي المخدرات في النهاية هو سلوك، وخيار فردي موجه ومتأثر بعوامل شخصيه واجتماعية محلية ودولية. وعلى هذا فينبغي النظر إلى التعاطي بهذا المنظار السلوكي والبيئي الشامل. والكف عن النظر إليه باعتباره مرضا، والتعامل مع المتعاطي على أنه مريض. من هنا ينبغي إعطاء "علاج" المدمنين مكانه المناسب ليس أكثر، فالعلاج مصطلح طبي يناسب مصطلح "المرض" وتعاطي المخدرات ليست مرضا، بالمعنى الجسدي للمرض. بل هو سلوك منحرف، له أضرار نفسية واجتماعية وطبية.
نرى أن للمقاومة والمكافحة الناجحة لإدمان المخدرات إضافة إلى الجهود الدولية والوطنية لا بد من العمل على مستوى المجتمع المحلي والأسر والأفراد. يقترح مصطفى سويف قائلا "… هل آن الأوان لكي يفكر المسؤولون في مصر وفي بقية الدول العربية جميعا في إنشاء مركز بحوث لحوادث المرور، يلحق بالإدارة المركزيه للمرور، يكون من يبن مهامه توقيع الفحص المعملي على السوائل البيولوجية تؤخذ فورا من قائدي المركبات حال تورطهم في الحوادث لمعرفة ما إذا كانوا واقعين تحت تأثير أي مخدر لحظه وقوع الحوادث. ويضيف أيضا: هل آن الأوان كي يخطط من الآن ليصبح فحص السوائل البيولوجية جزءا لا يتجزأ من إجراءات الضبط حال وقوع جرائم العنف؟ هكذا تكون العلاقة بين العلم والعمل. 

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

جميع الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Translate

الأكثر مشاهدة

أحدث مشاركات

تابعنا على الشبكات الاجتماعية

جديد المواضيع

جديد المدونة

إعلان