السد الأخضر
يعد مشروع السّد
الاخضر من أكبر المشاريع في عهد الرئيس هواري بومدين كان
الهدف منه اقامة شريط نباتي من الاشجار من الشرق إلى الغرب قصد فصل تحويل الصحراء عن الشمال ووقف ظاهرة التصحّر إلا
أن المشروع شهد التوقف ولم يستكمل إلى يومنا هذا بعد وفاة صاحب فكرة المشروع
الراحل هواري بومدين. أطلق مشروع السد الاخضر سنة 1971 للحد من تقدم الرمال نحو
الشمال الخصب طوله 1700 كيلومتر على عمق تجاوز في بعض الأحيان 400 كيلومتر كان
لهذا السد دور في نشوء 400 قرية نموذجية جديدة، والحد من هجوم الصحراء على المناطق
الحضرية.
500ألف
هكتار فقط من أصل ثلاثة ملايين
بداية التسعينات يمكن القول عنها،
أنها كانت بداية نهاية المشروع، كما أريد له أن يكون في سنوات السبعينيات، وتجسّد
هذا الأمر أولا عن تخلي مصالح وزارة الدفاع عن المشروع، سواء من ناحية التسيير أو
الإنجاز، وأسندت المهمة لمصالح الغابات، التي تحولت فيما بعد إلى مديرية الغابات
المنضوية تحت لواء وزارة الفلاحة. وكانت سنوات التسعينيات خاصة في نهاية بداية
التحول المشروع من السد الأخضر، المتمثل في شريط أشجار عازل بين الشمال والجنوب،
إلى استراتيجية جديدة تتمثل في العناية بمساحات من خلال إعادة بعث الاخضرار فيها
والأهم الحياة، وتتركز هذه المساحات في المناطق السهبية، أين تم تحديد سنة 1997
حوالي 7 ملايين هكتار منطقة سهبية يجب إعادة تأهيلها عن طريق الغرس وإعادة بعث
الحياة، فيقول السيد ملوحي ’’ليس الأهم الغرس، بل يجب إعادة بعث الحياة في هذه
المناطق فتواجد الإنسان كفيل على أن يعزز ما يتم القيام به، ظهور مساكن، إقامة
أعمدة الكهرباء، ظهور نشاط متواصل هو العامل الأساسي على المحافظة على ما يتم
إنجازه في إطار المخطط الجديد الذي تبنّته الحكومة ليس كبديل للسد الأخضر، وإنما
كدراسة تتلاءم أكثر مع الواقع، تستند إلى معطيات تقنية، علمية وميدانية. غير أن
سبعة ملايين هكتار بالمناطق السهبية، التي تقرر العناية بها سنة 1997 لم يتم تأهيل
وغرس منها سوى ثلاثة ملايين، لماذا؟ على هذا السؤال يرد مسؤول مديرية الغابات ’’كل
شيء مرتبط بالإمكانيات المادية المسخرة، لكن نعتبر أنه يمكن خلال الأربع سنوات
المقبلة العناية بالأربعة ملايين هكتار المتبقية’’.
خصائص السد الأخضر وفوائده
السد الأخضر وهو المشروع الذي أطلق
سنة 1970 للحد من تقدم الرمال نحو الشمال الخصب طوله 1700 كيلومتر على عمق تجاوز
في بعض الأحيان 20 كيلومتر كان لهذا السد دور في نشوء 400 قرية نموذجية جديدة
والحد من هجوم الصحراء على المناطق الحضرية. ومباشرة بعد الاستقلال، التشجير كان
واحدا من أولويات الطوارئ وذلك لتجديد الغابات الميراث تدريبا مكثفا الضرر أثناء
حرب التحرير.
و من خصائص السد الأخضر أيضا
أ - المناخ: يساهم السد الأخضر في
الحد من تقدم الصحراء الكبرى، حيث ترتفع الحرارة فيها وتحدها سلسلة جبلية تفصل
الشمال عن الجنوب. عموما، هناك فصلان فقط في المنطقة حرارة الصيف وبرد الشتاء.
تتراوح درجات الحرارة في الشتاء بين 1.8 و1.9 درجة مئوية وبذلك الصيف يتراوح بين
33.1 و37.6 درجة مئوية، بينما قياسات المطر ضعيفة نظرا لقربها من شبه القاحلة
(مناخ جاف). ب- النباتات: الغطاء النباتي الذي يعكس طبيعتها وخصائصها من حيث
المناخ وأقل درجة من تلك الأرض. هناك نوعان من النباتات في السد الأخضر :
-النباتات الغابية: البلوط الأخضر (Quercus ilex) وشجرة الفستق من الأطلس (Pistacia atlantica) والأشجار
البرية المستحلب (Ziziphus
lotus). -النباتات الرعوية: تتألف عادة من الحلفاء الذي يستغل لصناعة الورق.
ت- الأرض: خصائص الأرض من السد الأخضر ملخصه على النحو التالي: ذات عمق لا يتجاوز
أحيانا 60 سم، ارتفاع كمية من الحجر الجيري النشط. كمية صغيرة من المواد العضوية
الأساسية، درجة الحموضة (أعلى من 7.5) هذه الخصائص دعم تآكل الأرض.
بعض النتائج المتحصل عليها في
بعض الولايات
أصبح السد الأخضر في ولاية الجلفة
مهددا بالزوال، رغم أن الولاية كانت تشكل أهم ولاية يشملها المشروع منذ انطلاقته
في 1974 التي تم غرس فيها 30580 هكتار. فعشرات الآلاف من الأشجار التي تم غرسها من
طرف أفراد الجيش في المرحلة الأولى من 1974 حتى 1984 بمنطقة تعظميت على امتداد
عرضه ما بين 5 و20 كلم وطول 50 كلم أصابها الإتلاف والقطع الفوضوي وأخرى لا أثر
لها بسبب انعدام الحراسة والسقي• أما المرحلة الثانية من 1984 حتى 1990 فعرفت
نجاحا نسبيا بعد الاتفاق المبرم بين الجيش ومديرية الغابات، إذ أوكلت الدراسة
التقنية والمتابعة للمصالح الغابية وعملية التشجير لأفراد الجيش مع إعادة التشجير
بمناطق أخرى التي أصابها اليبس والإتلاف، حيث توسعت العملية لتشمل موقعين في بلدية
مليليحة وآخر ببلدية عين معبد امتدادا إلى غابات للجلال والسحاري القبلي مع مراعاة
مناخ كل منطقة ونوعية البذور، حيث تم في هذا الإطار تشجير 30580 هكتارا. وأشير أن
ولاية الجلفة تتوفر على مساحة غابية تقدر بأزيد من 208 ألف هكتار أي بنسبة 6.47
بالمائة من المساحة الإجمالية. من جهة أخرى، هناك من يرى أن 500 ألف هكتار التي تم
غرسها، تمثل المساحة المصنفة في خانة الأولويات، ’’ضمن الثلاثة ملايين هكتار
الأصلية، لا يجب أن ننسى أن هناك مساحات صخرية، كثبان رملية، لا يصلح فيها شيء،
وتمثل مساحة 500 ألف هكتار المنجزة، أهم ما في المشروع وهي كانت من الأوليات ’’
يكفي النظر إلى المسيلة التي تحولت إلى غابات، ويمكن القول أن نسبة نجاح المشروع
بلغت 60 بالمائة’’.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق